وكالة أنباء الحوزة_ قال خطباء لبنان في خطبة الجمعة: ندعو العرب، حكاما وشعوبا، إلى أن يكونوا واعين ومتنبهين إلى المخططات الأميركية التي تريد لهم أن يكونوا وقودا لحروبها وفتنها في المنطقة، وخصوصا أنهم عرفوا أميركا على حقيقتها، وأنها لا تفكر إلا في مصالحها ومصالح العدو الإسرائيلي.
السيد فضل الله: السلطات الليبية الجديدة لم تتحمل مسؤولية الكشف عن مصير الامام الصدر
ألقى السيد علي فضل الله، خطبتي صلاة الجمعة، من على منبر مسجد الإمامين الحسنين في حارة حريك، في حضور عدد من الشخصيات العلمائية والسياسية والاجتماعية، وحشد من المؤمنين، ومما جاء في خطبته السياسية:
"عباد الله، أوصيكم وأوصي نفسي بتقوى الله. ومن التقوى الاهتداء بما ورد في هذه القصة، حيث جاء أن شابا من الأنصار في زمن رسول الله، جمع مالا كثيرا، ولما كان على فراش الموت، عاده النبي في جماعة من أصحابه، فقال له الشاب: "أوصيك بأن تتصدق بمقدار كبير من مالي بعد وفاتي"، فاستجاب رسول الله لرغبته، وتصدق بعد وفاته بما أوصاه به، ولكنه، وبعد أن ترحم عليه، وقدر عطاءه وبذله وإحسانه، توجه إلى أصحابه قائلا: "والذي أرسلني بالحق نبيا، لو تصدق هذا الشاب بتمرة واحدة مما تصدق في حياته، لكان خيرا له من كل ما تصدقت به عنه بعد وفاته". وفي ذلك قول أمير المؤمنين: "كن وصي نفسك، وافعل في مالك ما تحب أن يفعله فيه غيرك". أيها الأحبة، بهذه الروحية ينبغي أن نتحمل مسؤولياتنا، فلا نتركها ليقوم بها الآخرون من بعدنا، فقد يسوفون ولا يقومون بها، سواء كانت واجبات عبادية عالقة في ذمتنا، كالصلاة والصيام والحج، أو مالية، كالزكاة والكفارات والخمس، أو مستحبات أو صدقات، أو أعمالا خيرية أو غير ذلك، فعلينا أن نكون أوصياء على أنفسنا، ونقوم بما يمكننا القيام به بأيدينا وبإرادتنا. لقد حرص رسول الله على بناء المجتمع المسؤول؛ المجتمع غير الاتكالي. وبهذا المجتمع، واجه كل التحديات وحقق الانتصارات. وبهذا المجتمع نستطيع نحن أيضا تحقيق الانتصارات ومواجهة التحديات، وهي كثيرة".
وقال: "البداية من لبنان، الذي أظهرت العاصفة التي ضربته قبل أيام مدى الهشاشة والاهتراء في البنى التحتية التي كان من المفترض أنها أعدت سابقا لمواجهة أي عاصفة مرتقبة أو حدث طبيعي طارئ، وإذ باللبنانيين أمام مشاهد الجسور المشققة، والطرق التي تغرق فيها السيارات أو تتراكم عليها الأتربة والصخور، وأمام طوفان المياه الآسنة المختلطة بمياه الأمطار، والتي تدخل البيوت والمحال التجارية والساحات العامة. الأمر الذي أثار السؤال مجددا: أين تلك المليارات التي صرفت على الطرق العامة، ومشاريع البنى التحتية؟ فإذا كانت هذه البنية لا تستطيع الثبات أمام مجرد عاصفة، فكيف الأمر إذا ضربنا إعصار أو زلزال؟. لقد كشفت العاصفة الكثير من العورات في التلزيمات والمناقصات التي كانت تجري بالتراضي أو بناء على محاصصات. وبدلا من أن يدعو ذلك إلى المبادرة لإخضاع الجهات التي قصرت في التنفيذ، أو التي لم تحسن القيام بواجبها للتحقيق والمحاسبة، شهدنا تقاذفا في التهم، ورميا للمسؤوليات من الوزارات على بعضها البعض، أو بين البلديات والوزارات، لتعود الأمور إلى ما عهدناه في لبنان، وتعود الدعوات للتحقيق، يصاحبها رمي التهمة الكبرى على مجهول، كما حدث في الفضيحة الشهيرة المتمثلة بمجرور الرملة البيضاء، وفي النهاية تمر الأمور مرور الكرام من دون محاسبة، بانتظار عاصفة أخرى".
وقال: "نصل إلى الجدل المستمر في الداخل اللبناني حول القمة العربية الاقتصادية المزمع انعقادها في لبنان، لكونها ستجري من دون الدولة السورية، وفي حضور ليبيا التي لم تتحمل السلطات الجديدة فيها مسؤولية الكشف عن الغموض المستمر حول جريمة إخفاء الإمام السيد موسى الصدر ورفيقيه. ونحن في هذا المجال، نؤكد أهمية انعقاد القمة العربية الاقتصادية، بما يعزز موقع لبنان في العالم العربي، ويعطي المناعة لاقتصاده، ولكننا نحذر من أن تكون هذه القمة سببا للانقسام في الداخل اللبناني، فاللبنانيون بالغنى عن كل أمر يؤدي إلى زيادة الشرخ في ما بينهم، في وقت هم أحوج ما يكونون إلى ترميم الخلافات القائمة. لقد دعونا ولا نزال ندعو كل المعنيين بالقمة الاقتصادية إلى أن يأخذوا بعين الاعتبار كل تلك الحساسيات وتبعاتها على مختلف المستويات".
أضاف: "في هذا الوقت، تعود إلى الواجهة الخروقات الإسرائيلية للسيادة اللبنانية، كما حدث أخيرا في العديسة، والتي توحي برغبة إسرائيلية في قضم المزيد من الأراضي اللبنانية، مستغلة الواقع الداخلي اللبناني المترهل والمنقسم على نفسه. إننا أمام ما جرى، نؤكد أهمية الموقف اللبناني الصارم في مواجهة هذا العدوان، وندعو إلى مزيد من الاستعداد والتأهب لمواجهة أي خلفيات يريدها العدو من وراء ذلك، مستفيدا من جو دولي تصعيدي داعم له، والذي عبر عنه وزير خارجية أميركا بالأمس".
وتابع: "في إطار الحديث عن هذه الزيارة، فإننا نرى أنها محاولة لطمأنة حلفاء أميركا في المنطقة، والسعي لتوريطهم في الصراع، من خلال دعوتهم لمزيد من تحمل المسؤولية والأعباء التي تعمل الإدارة الأميركية للتخفيف من تبعاتها بعد قرارها الانسحاب من سوريا".
وختم: "إننا أمام ذلك، ندعو العرب، حكاما وشعوبا، إلى أن يكونوا واعين ومتنبهين إلى المخططات الأميركية التي تريد لهم أن يكونوا وقودا لحروبها وفتنها في المنطقة، وخصوصا أنهم عرفوا أميركا على حقيقتها، وأنها لا تفكر إلا في مصالحها ومصالح العدو الإسرائيلي".
الشيخ دعموش: لماذا الإصرار على تجاوز نتائج الانتخابات النيابية؟
اعتبر نائب رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" الشيخ علي دعموش في خطبة الجمعة أنه "كلما تأخر تشكيل الحكومة شعر الناس باليأس من الطبقة السياسية، وبانعدام الثقة بالمسؤولين وبفقدان الأمل في إصلاح الأمور ومعالجة الأزمات والمشكلات، خصوصا في ظل التنافس على المكاسب والحصص والحفاظ على المصالح الضيقة وتقديم المصالح الخاصة على المصالح الوطنية".
وأكد أن "اللبنانيين اليوم في ظل الأوضاع المعيشية الصعبة التي يعانونها، هم أحوج ما يكونون الى حكومة تعالج مشكلاتهم وأزماتهم، ولذلك طالبنا وما زلنا نطالب بالإسراع في تشكيل الحكومة والكف عن المكابرة والعناد والقبول بالحلول المعقولة التي يمكن ان تشكل مخرجا للعقد الحكومية".
ورأى أن "من يعطل تشكيل الحكومة هو من لا يريد الاعتراف بحقوق الآخرين ويرفض اعطاء حق التمثيل لأصحابه"، متسائلا: "لماذا الإصرار على تجاوز نتائج الانتخابات؟ فالانتخابات النيابية أفرزت أحجاما سياسية ومعادلات سياسية ليس في إمكان أحد أن يتجاوزها".
ودعا الشيخ دعموش الى "العودة الى نتائج الانتخابات والاحتكام الى قواعد التأليف العادل المنسجم مع نتائج الانتخابات، لأنه عندها يمكن معالجة العقد الحكومية والخروج بحكومة يتمثل فيها كل من له حق التمثيل".
الشيخ شريفة: دعوة ليبيا الى القمة الاقتصادية تجاوز لمشاعر طائفة بعينها
القى الامين العام للاوقاف في المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ حسن شريفة خطبة الجمعة في مسجد الصفا في بيروت، وتطرق الى ملف تشكيل الحكومة. وسأل: "هل من المعقول ان يتاخر تشكيل الحكومة من اجل مقعد وزاري زائد؟ وهل يعقل ان نبقى دون حكومة ونحن نعيش وضعا اقتصاديا صعبا ويحتاج المواطن الى أن نحل له مشكاله المعيشية؟.
المطلوب ان تشكل هذه الحكومة اليوم قبل الغد، إذ كيف يمكن ان نكون دون حكومة وندعو الى مؤتمرات اقتصادية وغيرها؟ أليس من الافضل ان ينصب اهتمامنا على التشكيل بدل ان يكون في مكان آخر لا يقدم ولا يؤخر في مجال تنمية وضعنا الاقتصادي، خصوصا أننا نتحدث عن كساد في كل المجالات المتعلقة بوضع وطننا ومواطنين الاقتصادي والمعيشي؟".
أضاف: "أليس من الاجدى ان يعقد المؤتمر الاقتصادي ونعرف كيف يمكن ان نستفيد من انعقاده على ارضنا، خصوصا أننا على أبواب اعمار سوريا، هذا البلد الذي يحدنا في البر وحيدا، وهي الحدود التي لم نستفد منها حتى هذه الساعة بعد سيطرة الجيش السوري عليها بالكامل؟ اليس من المفترض ان تكون سوريا بابنا البري الى العالم العربي اقتصاديا؟ لماذا لم يحصل هذا الامر حتى هذه الساعة؟ وهل هذا مرتبط بعدم دعوتها الى القمة الاقتصادية العربية؟ كل هذا لا يصب في مصلحة لبنان، وتأجيل انعقاد المؤتمر ضرورة لان سوريا لن تكون حاضرة، خصوصا مع وجود هذا الكم الكبير من النازحين السوريين على ارضنا، ومن المفترض ان يتم رسميا البحث في هذا الامر مع الحكومة السورية، والقمة يجب ان تكون فرصة لذلك من خلال حضور سوريا".
وطالب "بعدم دعوة ليبيا الى القمة الاقتصادية لاننا لا نريد ان يتم تجاوز مشاعر طائفة بعينها في قضية مقدسة عندها هي قضية الامام موسى الصدر، ولاننا لا نريد للنسيج الوطني ان يتعرض لخضات نحن بغنى عنها. لذلك نقول للمسؤولين في بلدنا عن القمة ان وجود ليبيا فيها ليس اهم من من كرامة طائفة كبيرة في الوطن قدمت وما زالت الغالي والنفيس من اجل البلد وحمايته وحماية استقراره على كل المستويات منذ عهود طويلة.
فالامام الصدر سافر الى ليبيا لأن هدفه كان يومها اطفاء الحرب اللبنانية ومن اجل ان يعود الامن والاستقرار الى ربوع الوطن، عدا عما صنعه الامام الصدر من اجل منعة لبنان ورفع شأنه وحمايته من كل الاخطار، حيث ما زلنا نعمل بوصاياه التي من خلالها حمينا وطننا هذا.
ولذلك نقول الا يستحق منا الامام هذا الاهتمام بقضيته وعدم فتح الباب امام ضربها من خلال دعوة ليبيا الى القمة الاقتصادية، ما يعني بالتالي عدم احترام مشاعر شريحة كبيرة من اللبنانيين؟ اننا ندعو الى عدم المضي في دعوة ليبيا الى القمة، فذلك خير للوطن ولعدم تأجيج الازمات، ويكفينا ما نحن فيه ولا نحتاج الى المزيد".
الشيخ قبلان: لا لاستبعاد سوريا عن القمة الاقتصادية ونرفض حضور ليبيا تحت أي عنوان
ألقى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان خطبة الجمعة في مسجد الإمام الحسين في برج البراجنة، اعتبر فيها أن "ما فضحته العاصفة من عيوب واهتراء وفوضى عارمة في الدولة ومؤسساتها، يبين بوضوح أننا أمام أزمات لا تنتهي، وأن الإنقاذ الذي يتحدثون عنه والخطط النهضوية والاقتصادية وما سيرافقها من عمليات إصلاح وتغيير ومكافحة فساد ومحاسبة فاسدين، ما هي إلا خطابات في الهواء لبرامج وهمية، هدفها الوحيد حرف الأنظار عن حقيقة واقع سياسي لا يمكن أن يستقيم أو يتغير، طالما أن ثقافة الشعور بالمسؤولية الوطنية غير متوفرة، ولا تعني أي فريق من الأفرقاء السياسيين، الذين يؤكدون كل يوم، وعند كل استحقاق، أنهم غير معنيين إلا بما يخدم مصالحهم، ويحقق مكاسبهم، ويؤمن حصصهم التي أكلت حصة الوطن والمواطن. وما شهدناه أثناء العاصفة يكشف مدى انعدام الضمير وقلة الأخلاق عند الأغلبية السياسية التي لم تترك بابا من أبواب الفساد إلا ودخلته، مطلقة العنان لنزواتها ولشهواتها ولانقساماتها، وممعنة في التعطيل وتخريب ما تبقى في هذا البلد، حارمة أبناءه من أي بارقة أمل".
وإزاء ما يجري من تجاذبات وانقسامات ومزايدات حول انعقاد القمة العربية الاقتصادية في لبنان، بين مؤيد ورافض لحضور سوريا توجه إلى السياسيين بالقول: "تعقلنوا، وتعاملوا مع موضوع العلاقة مع سوريا من باب المصلحة اللبنانية العليا التي تستدعي مواقف وقرارات وطنية جريئة، بعيدا عن الاعتبارات الفئوية والشخصية، ووفقا لما يقتضيه الواقع اللبناني الذي لا يمكن أن يكون في موقع المعادي أو المتخاصم مع سوريا؛ ولهذا فنحن نرحب وننوه بعودة العرب إلى سوريا، ونؤكد ضرورة العمل لإنقاذ العرب من ورطة التبعيات، التي مزقت عرى قضاياهم، وحوّلتهم إلى مطايا لمصالح الآخرين، على حساب دولهم وشعوبهم وثرواتهم، لأن ما حصل في سوريا والعراق ويحصل في اليمن وليبيا كشف كم كانت المؤامرة كبيرة على وحدة العرب، والجرائم فظيعة بحق الأمة. وعليه فإن الوحدة العربية تبدأ من سوريا، وما دونها مجرد عشائر سياسية وقبائل متناحرة، ولهذا نرفض استبعاد سوريا وعدم دعوتها إلى حضور القمة، ولن نقبل بتجاوز دورها الرائد وهويتها المقاومة والممانعة والرافضة لأي تسليم أو استسلام".
أما بخصوص دعوة ليبيا، فأكد "رفضنا لهذا الحضور تحت أي عنوان قبل جلاء حقيقة ما جرى لإمام المقاومة السيد موسى الصدر ورفيقيه، هذه القامة التاريخية التي حافظت على صيغة لبنان، ودافعت عن الكيان والسيادة والاستقلال، وأسهمت في إنضاج الفكر السياسي والحضاري والثقافي، لن نقبل بحضور نسخة رديفة لنظام القذافي التي لا تزال تصر على إخفاء معلومات من شأنها كشف لغز ما جرى للإمام الصدر. فالإمام الصدر قامة بحجم وطن وأمة، وسيبقى أكبر بكثير من قضية بروتوكولات وقمم عربية وإسلامية، وأي تقصير أو مساومة على قضية إخفائه هو جريمة موصوفة بحق لبنان واللبنانيين".
الفكر العاملي: لا للسكوت عن تطبيع العلاقات مع الجهات الليبية
دعا رئيس "لقاء الفكر العاملي" السيد علي عبد اللطيف فضل الله، "الى صحوة شعبية لمواجهة تمادي الطبقة السياسية في تحكيم العقلية الفئوية وإغفال معاناة الناس والقيام بكل ما يعزز انهيار الدولة".
وأكد السيد فضل الله خلال خطبة الجمعة من على منبر المسجد الكبير في عيناثا ان "هذه الطبقة مسؤولة عن ضياع حقوق الناس وتفاقم الازمة الاجتماعية والاقتصادية وتضييق سبل العيش امام المواطن بسبب تجاهل القانون وتسييس القضاء واستنسابية التوظيف".
وسأل: "من ينصف اصحاب الحقوق من اساتذة وعمال وموظفين في ظل غياب السياسات الوطنية؟"، معتبراً أن "ما خلفته العاصفة المناخية من اضرار يدل على هشاشة البنية التحتية التي انتجتها فوضى التلزيمات للشركات والمتعهدين والمقاولين المحسوبين على محميات سياسية حيث تغيب الرقابة والمحاسبة ما يجعل المواطن ضحية السمسرة والصفقات المشبوهة".
وطالب بـ"سياسة وطنية تعزز خيار المقاومة لمواجهة الخطر الصهيوني الدائم وتحصن الساحة الداخلية لمواجهة إملاءات السياسات الاميركية التي تعمل على محاصرة المقاومة وتحويل لبنان الى ضحية لمشاريعها المشبوهة".
وحذر من "محاولات تطبيع العلاقة مع الجهات الليبية التي لم تلتزم بتعهداتها بالمساعدة في كشف ملابسات قضية الامام الصدر".
وأكد ان اي "موقف رسمي يتناسى هذه الحقيقة يعتبر بمثابة التحدي لمشاعر الناس وهذا ما لا يسكت عنه".
وطالب الجهات الرسمية بـ"إعادة تحريك ملف القضية وإعتبارها قضية وطنية نظراً لما يمثله الامام الصدر من رمز وطني مقاوم".